لا شك ان مناسبات الاعياد هى مناسبات فرح بالدرجة الاولى يستوجب ان نفرح بها وهى مناسبات تمر كل عام مرة كمناسبة الشهر الفضيل ومن بعده عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى.... ولنا ان نسال انفسنا هل نحن بالفعل نعطى هذه المناسبات وضعها من الفرح المشروع ؟؟؟؟!!! ولنا للرد على ذلك بأننا نحاول ان نعطى هذه الاعياد حقها من الفرح ولكن نقول الحق ....ولكن نقول الحق .... بأن النفوس لم تعد قادرة على هذا الفرح سواء كان على الصعيد العام المحيط بنا أو على الصعيد الخاص الاسرى . فمثلا : على الصعيد العام ونحن فى العيد وبيننا وبين استفتاء الجنوب اقل من شهرين .... ونحن نسمع ونرى بان نبرة الانفصال هى الاقوى بالجنوب وعليه فان بلادنا منذ ان ولدنا وجدناها واحدة موحدة وسوف يبدأ تمزيقها بفصل الجنوب عن الشمال فكيف نفرح بالعيد ونحن نسمع بهذه الاخبار الغير ساره اضافة الى الغلاء الطاحن الذى اصاب اسواقنا وتأثرت به الاسر الفقيرة والمنعدمة كيف نفرح ونحن نسمع بمثل هذا ؟؟؟؟ وعلى الصعيد العام ايضا لا تزال قضية دارفور عالقة ولم تفلح مؤتمرات هنا وهناك على ايجاد حل لهذه المشكلة ... وعلى الصعيد العام ما زال الفقر ينهش فى جسم شعبنا الذى انهكه الجوع والبؤس والمرض والمعاناة فى كل اساسيات الحياة من تعليم وصحة وخدمات اخرى وبعد ده كله لا نسمع غير الزيادات فى الاسعار التى تهم المواطن وتدخل فى ضرورياته واخر ما قامت به الدولة وهى كما قالت انها اصدرت للعام القادم ميزانية متقشفة وسوف يتحمل هذا التقشف المواطن الفقير المعدم ليس ذلك المواطن الذى شبع ثراء لانه بامكانه ان ياتى لما يحتاج اليه من بلاد الواق الواق كما يقال ...نقول ليس بعد هذا وذاك ان يردد شعبنا المعانى الباكيات فى مناسيات الاعياد وهو مسترشد بما قاله الشاعر المتنبئ : عيد بايه حال عدت يا عيد ..... بما مضى أم لامر فيه تجديد. ..
اما ما يجعلنا لا نصطحب الفرح معنا ونحن نحتفل بالعيد على النطاق الخاص والاسرى فهناك الالاف بل الملايين من شعبنا افتقدوا خلال هذه المناسبات اعزاء لهم كانوا يشاركونهم هذه المناسبات ورغم ايماننا المطلق بان ذلك قدر الله المقدور الموت بمثابة النهاية الحتمية لكل الانسان مهما طالت سلامته الا اننا نقول بان الموت سيظل الحقيقة المرفوضة على الدوام رغم الايمان بها سيظل ذلك العزيز الذى افتقدناه فى خاطرنا وفى ذاكرتنا على مرور هذه المناسبات... نقول ان المعانى الباكيات فى مناسبات الاعياد تفرض نفسها فرضا على المستوى الخاص ويظل كل منا يعيش الذكرى والتذكر لمن رحل عن دنيانا سواء كان ابا او اما او اخا او صديقا او زميلا وغاية ما اقوله ان تزول عن كاهل شعبنا هذه كل الهموم والازمات المتلاحقة والعزاء كل العزاء لمن فقد عزيزا فى هذه المناسبات الطيبات ......... وكل عام والحميع بخير وعافية واحسن حال.[strike]