من قال لك ان الاشياء هى الاشياء ! ؟

لم أكن انوى السفر يوما ولكن انت من طلبت ذلك . قلت انك لا تحبين المال وأنك لا تقدرين أحدا من اجل المال . ولكن الناس هكذا يقدرون الاشياء , فأسرع وأسهل أن تنال التقدير من اجل ما تملك من اشياء , قلت ان العربة ليست عندك أكثر من وسيلة مواصلات ولكنها عند الناس شئ اخر , بل بعد اخر . قلت انك تحبين أن تملكى كل الاشياء حتى وان كنت لا تقدرينها ... تمتلكينها لتريحى دماءغك من تقييم الناس الخاطئ للاشياء .
وسافرت أنا لأحقق المال وتقدير الناس للأشياء , هناك فى تلك الغربة , عانيت من تقييم الناس للأشياء , ظللت أجمع المال لأحقق الكثير من الاشياء , لم اعانى من حملها أو ترتيبها أو حتى ارسالها لكننى عانيت الفرااااااااااااق .... عانيت استجلاب الاشياء .
الاشياء فى الغربة لا تأتى شخوصا أو موادا ... تأتى هكذا , ذكريات يشحنها الشوق والحنين فتمثل أروع ذكريات .... شعرك الفاحم كان يأتى أحيانا ويستعصى أحيانا ... أناملك الطويلة الرشيقة وكل الملامح كانت تستسهل الحضور أحيانا ويحلو لها العصيان أكثر الاحيان . لكن تلك الابتسامة لم تكن تعانى من المحطات ولا اشارات المرور .... كانت غزيرة الحضور كثيفة المثول .
أسنانك جعلت سينك غير كل السينات ... كانت تحمل شوشرة هادئة ارتاح لها أنا من يحمل اسمى أكثر من سين ...
اسمى عندك كان يحسسنى ان الشوشرة هدوء . كنت احس ان اسمى يعزف لحنا خاصا عندك فقط ...
أسنانك لم تكن تعنى فى حضورها ومثولها انها اسنان ولكنها كانت تعنى عندى خصوصية عمقك عندى .... كيف توصل رسائلك هذه الخصوصيات بعد الأن ؟... بعد عودتى من رحلة جمع الاشياء , كنت أبحث عنها فى وجوه الناس , أذنى تنصت لالتقاط الشوشرة ... بحثت عنك بين الجموع ولم أجدك .... سمعت اسمى من بعيد , هكذا , حروفا باهته من اى لون خاص ... رأيت ابتسامة على شفتيك .. هى ابتسامة جميلة بلا شك , ولكن بلا تاريخ ... بحثت عن تاريخها عندى ... لم أجد ... أطلت الابتسام وانت مكتشفة تماما ولم تبطئ شيئا ... عيناك لم تجدا داع للقيام باروع رحالاتها ... وفقدت انا خصوصية الاشياء !!! وافقت ان المال للناس والعربة للناس وطلاء الاظافر للناس وحتى تصفيف الشعر للناس .. كل الاشياء للناس ... لان الناس هكذا يقيمون الاشياء , لم اكن اتصور أنهم سيقيمون حتى أشواقى وحنينى ... لم أكن أتصور أنهم سيسرقون ذكرياتى .. لا تهم كل تلك الاشياء .. لا تهم .. فلم يكن منها ما يحمل لى رسالة خاصة .. رسالة تصلنى فى غربتى دون ساعى بريد .. تجتاز المحطات واشارات المرور .. تجعلنى أرسم اشعة الشمس يوم وصولى ... لم أقل شيئا . لكننى وددت أن أقول لك Sad

ان للاشياء عند بعض الناس معانى كثيرة من كونها أشياء .. من قال لك ان الاشياء هى الاشياء )؟؟؟؟؟!!!!..... .

هكذا فلسفة الاشياء ، فان شئتى جعلتى من الشئ الواحد متشأشئات الاشياء !!

لك الود ام الاشياء ،،،

انت فى رائك هل فعلا الناس بتقيم الناس من خلال المال والعربية وهذه الاشياء .... وهل هذه الاشياء مهمة فى حياتنا لدرجة نقيم بها بعضنا ؟؟؟؟؟ وهل الزول الغنى فى نظر الناس هو الاحسن والافضل ؟؟؟؟؟ وفى رائك الناس بتغترب وتتعب وتعانى ما تعانى فى الغربة عشان خاطر مال وعربية بس ؟؟؟؟ ام ماذا ؟؟؟؟ ولك الود ايضا أخى مجدى ....

للاسف الشديد صار ميزان التقييم وحتى الاحترام عند الكثيرين هو المال والجاه والسلطان وهو امر ليس بالجديد فقد ورد فى الاثر القوله المشهوره ( كل يا كمى قبل فمى )
ولكن ما يقلق فعلا يتمثل فى رأى السواد الاعظم من الناس ان الاغنياء هم افضل الناس !
اما الاغتراب فى رأى الشخصى هو كسب لقمة العيش الحلال والستره فى الحياة وحفظ ماء الوجه .
ودى ،،،