الصادق أحمد علي العضو الذهبي
عدد المساهمات : 331 تاريخ التسجيل : 17/05/2010 الموقع : https://blaahs.yoo7.com
| موضوع: حديث في الأرض وحديث في السماء الجمعة مايو 28, 2010 1:41 am | |
|
سئما السهر ، والقيل والقال فصعدا إلى سطح وجلسا ينظران إلى السماء ... ودار حوار عبد الله : ما أجمل الليل ... ما أجمل صفاء السماء .. النجوم أشكال وأشكال ... اثنان متجاورتان كأني بهما يتناجيان .. أسراً يحكيانه ؟ أم همّاً يبثانه ؟ أم جلسة ذكر وثناء ؟ ومجموعة متلألئة الضياء . أعروس تزف ؟ .. أم بشر نجم بوليد ؟! وأخرى وحيدة .. بعيدة شريدة . أطريدة ؟ أم تحب الخلاء .. جلست تنظر أهل الأرض كما أنظر أهل السماء ؟ ويا سماء الله الذي رفعك بلا عمد ، ونثر النجوم فيك بلا عدد ... عاصم : الظلمة مخيفة . تَسْتُرْ الشرَ ... تجيء بالبلاء . عبد الله : في الظلمة حديث في الأرض وحديث في السماء . عاصم : فيم حديث أهل الأرض وفيما حديث أهل السماء ؟ عبد الله : أقدام منتصبة ، وظهور راكعة ، وجباه ساجدة ، وعيون باكية ، وقلوب وجلة خائفة ، تناجي ربها ... تسعى في فكاك رقبتها من النار .. تخاف أن يذهب شرفها .
عاصم : تخاف أن يذهب شرفها ؟! عبد الله : شرف المؤمن قيام الليل ، وكم من مفرط في شرفه !! . هذه البيوت يا عاصم لأهل الأرض كالنجوم لأهل السماء . ننظر للنجوم والنجوم تنظر للمتهجدين ، وبين الأحبة حديث غاب عن الكثيرين . عاصم : من الأحبة وكيف غاب حديثهم عن الكثيريين ؟ عبد الله : الأحبة هم عباد الله . كل من في الكون يسبح بحمد الله " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " ، تفرح الطرقُ بالذاكرين ، وتلعن البهائمُ العاصيين ، ويُلبي الشجرُ مع الملبين ، وسلم الحجرُ على الرسول الأمين . عاصم : صلى الله عليه وسلم . عبد الله [ متابعاُ ] : صلى الله عليه وسلم ، وأَحَبَ ( أُحُدْ ) الصحابة أجمعين . نحن يا عاصم أميون !
عاصم : كيف يا عبد الله ، وقد حصلنا على أعلى الشهادات ؟! عبد الله : هناك من يَسمعْ ولا يَسمعْ ، ومن يَعقل ولا يَعقل ، ومن يمشي على اثنين وهو دون ذوات الأربع !! عاصم [ يُبَحلق ] عبد الله [ يتابع ] : من لم تتجاوز أذنه الكلمات فلم يسمع ، ومن عَقِلَ ولم يعمل فلم يعقل " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " ، ومن لا هم إلا الطعام والشراب فهو دون ذوات الأربع .
سكن عاصم إلى كلمات عبد الله ، وجلسا سويا يناجيان ربهما ، مستأنسين بتلك الكائنات التي تذكر ربها .. جلسا يناجيان ربهما في هدأت الليل .. حيث تجاب الدعوات ، وتقضى الحاجات ، وتتنزل الرحمات : اللهم غارت النجوم ، وهدأت العيون وأنت حي قيوم .. أنت أحق من عبد ، وأنت أحق من ذُكِر .. وأنصر من ابتغي .. وأرفأ من مَلَكْ .. أنت الملك لا شريك .. والفرد الذي لا ندّ لك ، تطاع فتشكر ، وتعصى فتغفر ، القلوب لك مفضية ، والسر عندك علانية ، الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت ، والدين ما شرعت ، وأنت الله لا شريك لك . اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم
منقول
أخيكم في الله
الصادق أحمد علي
الدوحة - قطر
| |
|