[size=24][size=12] حرب النياق الفضائية في حصار غزة والعروش العربية بين 'الشنب' و'السكسوكة[b]'
[size=24]للشاعرة / لينا أبو بكر
يشهد الله خالق النيل والأهرامات والفراعنة المحنطين والقومية العربية- الغابرة - بزعامة عبد الناصر، أنني لا أكن للنظام المصري سوى كل الشفقة التي ليست في محلها، لا لشيء سوى 'الجدعنة الصحافية' قبل أن أكون فلسطينية، فالمعبر 'اتفتح' والبحر تمت محاصرته والسطو عليه، لتتحقق معادلة سياسية مثيرة للشبهات، فالان والان بالذات بعد كل ذلك التعنت وتلك الصلافة المقيتة يحن قلب النظام، الذي لم تكن تصله ما قبل أسطول أردوغان - تضرعات 'الغلابى' الواقفين ببابه ينشدون بصوت واحد: 'بنادي عليك' وهو 'حبيبي ولا على باله'! فما الذي جرى بالضبط حتى يرق الحجر ويرحم البشر؟ إنها لعبة اختطاف الضوء واقتناص الفرص الإعلامية، ولا تعجب عزيزي المشاهد إن وصلت إلى مسامعك بعض الأقاويل من بلاط الإعلام الحاكم مثل التواطؤ مع إعلام العدو الذي يدحض حقيقة المعاناة في غزة مما يبرهن على مسألة الإفلاس العاطفي والإنساني، وما أثارته منى الشاذلي في برنامج 'العاشرة مساء' في لقائها مع محمود الزهار عضو القيادة السياسية في حركة حماس ووزير الخارجية في حكومة هنية المقالة يثبت أن ما يقال وراء الكواليس الفضائية أكثر مرارة مما يتم بثه، وإن قام الفضاء بكشفه فليس من قبيل الديمقراطية الإعلامية التي تبيح حرية التحليل إنما من قبيل السخرية والهجوم الكاسح على وجهات النظر المعادية، أليست هذه إذن حرب الشبهات وهي ذاتها حرب الأضواء؟ لأن البطولة تدخل في مضمون التجارة التي تتعامل مع الاحتكار والمزايدة وهذا زمن ابن .....حرام فكيف تصدق البطولة التي ليست في مكانها ولا زمانها، ان البطولة هنا شبهة وما عليكم أبناء غزة سوى اجتناب الشبهات!
السيدة الشاذلي تجيد المبارزة بالأسافين الإعلامية، على طريقة البسوس، رغم أن الفضاء في الجاهلية لم يكن سوى ناقة، وصحوننا الطائرة شلة نياق زاحفة يمتطيها من لا يجيد الفروسية الإعلامية على متن العاديات الضابحات، الم اقل لكم انها حرب ضروس لا يتواجه فيها الأبطال بل ملمعو البلاط الحاكم إياه! لأن سؤالها عن تفويت مصر الفرصة على حماس من أجل تسويق عذابات غزة أمام الرأي العالمي بفتحها المعبر 'بالوقت الضائع' لا يحمل إدانة للتواطؤ الأعمى مع المخطط الاسرائيلي القائم على الخديعة فقط بل انه إسفين في ظهر المقاومة لان السؤال عن مسألة التعامل مع الحصار على انه متاجرة أو تسويق أمر لا يجب غفرانه! إن كنت لم تزل معنا على متن الناقة أيها المشاهد الكريم، فالأسافين الشاذلية بدت واضحة رغم كل الاستبسال الذي أبدته في ادعاء التوازن الموضوعي في لقائها مع الزهار، وإلا ماذا تسمي إصرار الإعلام على إحباط كل ما نجم من ردود افعال دولية احدثت هزة في صورة اسرائيل بين الامم بعد حرب غزة؟ يعني هكذا وبجرة سؤال تمحو الشاذلي كل ما بذل من مساع وجهود لتبرهن على أن اسرائيل قائمة على رأس مذابحها ولم يتغير شيء!
تصور هذا الإحباط الإعلامي المخزي والخجل بحق ام الدنيا، والحقيقة والضمير، لو كنت مكان الزهار لما اكتفيت بتعداد النتائج الناجمة عن حصار غزة فقط بل لسألتها ما المطلوب تحديدا؟ ان نقول للعالم مثلا: 'والنبي ما في داعي تغلبو روحكو' 'والنبي لنتو راجعين'؟ العالم على ابواب غزة ولم يتغير شيء! إن سؤالا كهذا يعد من الكبائر الإعلامية التي يجب أن تراق لها دماء جهنمية على صفحات الجرائد والصحف السياسية لا بل وحتى المجلات الفنية منها والخليعة ..
الزهار اجاب ان مصر استغرقت 82 سنة وهي تضخ دما حتى خرج الاحتلال والجزائر قدمت سبعة ملايين شهيد حتى نالت استقلالها، ثم عرج على ردة فعل نتنياهو نفسه الذي صرح انه فيما لو جاءت قوات لمراقبة الاسلحة ممكن بناء جسر للتواصل مع غزة، فيما عدا مشاريع الشهادة الغربية التي تشارك في مقاومة اسرائيل ككيان إرهابي، إلا ان الشاذلي قالت بالحرف الواحد وهي ترد على مسألة النضال المصري والجزائري: 'لكن مقتلوش بعض يا أستاذ محمود'.
لست أدافع هنا عن حرب حماس وفتح لانها نفايات وطنية مقززة وكما سبق وكتبت في هذه الزاوية، ولكنني ضد اسلوب السؤال الذي يحمل نوايا أكثر اثارة للاشمئزاز لأنه لم يأت في مكانه فما دخل الحديث عن جدوى نتائج الجهود المبذولة في ظل استمرارية الذبح الاسرائيلي بالحديث عن 'مقتلوش بعض يا أستاذ' إنها لعبة المبارزة بالأسافين على متن نياق عرجاء لا تتعامل مع الحقيقة كبوصلة او كطريق!
الاسفين الأخير في الحلقة كان الشكر الذي تم توجيهه لرجال الامن المصري على المعبر الذين لم يتدخلوا في عمل طاقم الناقة الفضائية، يا للهول! كيف يتدخل امن الرئيس يا 'ماما'؟ ألم نتفق أن الرئيس يؤدي مهمة التواطؤ مع الخداع الاسرائيلي؟ ثم لماذا يتدخل في عمل قناة هي إحدى القنوات المخابراتية المتنكرة بالمعارضة؟ 'دريم' ليست 'الجزيرة' ولا 'المنار' ولا حتى الفضائية المصرية!
منقول
أخيكم في الله
الصادق أحمد علي
الدوحة - قطر
[/size][/size][/size][/b]
الخميس سبتمبر 27, 2012 7:30 pm من طرف 
اليومية
