الزنــــــــــــــــــجبيل
قال أبو سعيد الخدري- رضى الـلـه عـنه: أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة.
وقال ابن القيم- رحمه الـلـه: الزنجبيل معين على الهضم، ملين للبطن تليينا معتدلا، نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد، والرطوبة، ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة كحلا واكتحالا، معين على الجماع، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وهو بالجملة صالح للكبد والمعدة - كتاب الطب النبوي لابن القيم.
معنى قوله تعالى: {مزاجها زنجبيلا} - المزاج من المزج: أي الخلط في الشراب بما يحصن طعمه ويجعله لذيذا، وقد قال حسان: كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء ومنه مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الصفراء، والسوداء، والحرارة، والبرودة. وروى أبو مقاتل عن أبى صالح عن سعد عن أبى سهل عن الحسن رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع عيون في الجنة: عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله يفجرونها تفجيرا، والأخرى الزنجبيل، والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الـلـه عينا فيها تسمى سلسبيلا، والأخرى التسنيم. ذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول وقال ابن كثير في (تفسيره ج 4 ص 456): وقوله تعالى: {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا}: أي ويسقون- يعنى الأبرار- أيضا في هذه الأكواب كأسا: أي خمرا كان مزاجها زنجبيلا. فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد، وتارة بالزنجبيل، وهو حار ليعتدل الأمر. انتهى. و للعلم خمر الجنة لا يسكر ولا يضر، بل شراب لذيذ لتجنبهما خمر الدنيا الملعونة التي تذهب بالعقل وصدق الله: {لا فيها غول ولا هـم عنها ينزفـون} سـورة الـصـافـات (47) أي لا كحول.
ولنا عوده إن شاء الله تعالي،
[right]