الأخ الرائع / مامون ...
فأنت قد وضعت اللبنة الأساسية لانتشار أعمال الخير والبر من خلال تصميميكم لموقع الجمعية ... وكذا ستكون مواكبة للتطور العلمى والتقنى ,, , لكم التحية والشكر على حسن صنيعكم .. والله تعالى وحده من يستطيع الجزاء من جنس العمل .
الأخت / ذات النظرة الثاقبة والعميقة والبعيدة المدى .. (أم جود) .. .
هلا سمحتما لى .. بتناول كوب من الحروف ذات السياق الرائع بينكما ..؟؟
وهلا تدعواننى للجلوس معكما على طاولة الكلام المفيد الهادف .. .؟؟؟
والذى يفعل فعل السحر فى توجيه أفراد المجتمع بكل فئاته ..؟
فها أنتما بهذا .. قد زرعتما بذرة طيبة ,, وستبدأ فى الإوراق قليلاً ... ريثما تستمد فروعها إنزيمات وعصارات تعينها على أن تكون شجرة مورقة مثمرة تضم كافة الخير وتحمل على فروعها بفضل تضامن أعضائها وتكاتفهم وقناعتهم التامة بفعل الخير للإنسان الذى أمر الله سبحانه وتعالى ملائكته أن تسجد له ...
إذن ..!! فهناك درجة راقية سامية للإنسان بسببها .. . أمر الله تعالى الملائكة أن تسجد له ... فأين هذا الإنسان الأنموذج ..؟ فى هذ االزمن الذى تضاعفت فيه معانى أن الأنسان (هلوعاً جزوعاً) .. !!!؟
لنبحث عن هذا الإنسان ... الذى يستطيع إسعاد الآخرين لتكون سعادته مضاعفة حينما يرى الأبتسامة على وجوه المحرومين .... ...
عجباً .. عجباً ... تصور أن هناك أناساً محرومين حتى من بيوت الله التى يذكر فيها اسمه ... ؟؟؟؟
تصور مثلاً .. .
' أن نساء قرية قو ز عبد السلام مسقط رأس البطل ود حبوبة ... لم تتح لهن فرصة الصلاة فى المسجد أبداً .... لأن المسجد لا مكان فيه للنساء .. ولا سور له .. ولا إضاءة له ,,, وأن جمعية القرآن الكريم التى تم تكوينها حديثاً ... لا تملك أى مقومات .. حتى الكراس للجلوس لا تملكها ... وأن المسجد نفسه لا إضاءة فيه ... وإضاءته بالفانوس العادى .. ولا سور له وكأننا فى القرن الخامس الميلادى ....
هل يمكنكم أن تتخيلوا .. . ؟؟
قرية قوز عبد السلام مسقط رأس البطل الشهيد / عبد القادر ود حبوبة .. .والتى تتوسط تقريباً مشروع الجزيرة ... وتتوسط منطقة الحلاوين ... فى المربع الذى أركانه (الحصاحيصا – طابت – أبو عشر – أبوقوتة) .. . وهى القرية التى انطلقت منها ثورة البطل ود حبوبة عندما عاد من التقر التى ذبح قيها المفتش الإنجليزى والمأمور المصرى ... وعندما حاول الإنجليز الإمتقام من ود حبوبة .. أتو إلى قرية كتفية مدججين بالسلاح لبقضوا على البطل ود حبوبة فى التقر .. ولكنه فاجأهم وهجم عليهم ليلاً فى كتفية .. . وأتى سيراً على الأقدام وعلى الدواب من التقر ... ودخل عليهم من ناحية قوز عبد السلام ... مسقط رأسه ....
أما الإنجليز ... فقد أبادوا معظم قرى الحلاوين بعد المعركة بما فيه قوز عبد السلام ... وهاجر كثير من أهالى المنطقة إلى مناطق أخرى .. .
ومنذ ذاك الوقت ... حرم الإنجليز أهالى هذه القرية من كل شئ .... حرموها من التعليم ومن الصحة ومن التعليم الدينى .. حيث كان يعتقدون أن السبب الرئيسى وراء قيام ثورة البطل ود حبوبة هو ... الوازع الدينى ... وقالوا أن هذه ثورة دينية لايمكن مقاومتها إلا بثورة دينية مثلها ... ونحن لا نملك أن نكون كذلك ... فلذا علينا أ، نحاربها بكل الوسائل حتى لا يقوى أهل هذه المنطقة بالسير على خطى ود حبوبة .... فحرموا المنطقة من كافة وسائل التعليم والمعرفة ... . ونشروا حانات الخمور فى معظم أنحاء المنطقة ... فى تلك الفترة بقصد تدمير الشباب والأهالى .. وتجهيليهم حتى لا تقوم ثورة أخرى انتقاماً وثأراً للبطل ود حبوبة .. . ولكن !!!
ومنذ ذاك الحين وإلى تاريخ هذا اليوم ... لم تكن بالقرية مياه للشرب .. فكان المصدر الوحيد لمياه الشرب هو البئر الذى حفره الحاج عبد السلام (جد البطل ود حبوبة ووالد أمه التاية) .. وتاريخ حفر البئر منذ 1800 تقريباً .. وبعد أن جف البئر تبرع العم مقبول – أحد مواطنى القرية ... وبعد ذلك أدخل نظام (الكرجاكات) .. نظام الضخ اليدوى ... ثم بعد ذلك تبرع بعض الخيرين بحفر بئر لمياه الشرب بقرية قوز عبد السلام مسقط رأس البطل ود حبوبة ..
أما دور العبادة والصلاة .. فلم يكن بالقوز أى مكان للعبادة والصلاة ,,, إلا قريباً فى أواخر التسعينات .. . فقد ساهم بعض الخيرين فى تأسيس زاوية صغيرة للصلاة .. ولكننا نطلق عليها مسجداً لأنها أول مكان بنى للصلاة بالقرية .. . وألأصقت بجانبها غرفة صغيرة لتكون خلوة لتدريس القرآن ,, ولكنها لم تعمل كخلوة لعدم تأسيسها وعدم وجود من يدرس فيها ... فقد حرمت القرية من التعليم الدينى والأكاديمى والفنى ... !!!
هل تعلمون أن القرية لم تكن بها أى مدرسة ولا أى مرفق تعليمى منذ عهد الأستعمار ... وإلى تار يخ اليوم ... إلا أننا وبفضل الله ولفضل جهد الأهالى وبعض الأفراد الذين يهمهم أمر هذه القرية .. قد استطعنا إلى حد كبير تأسيس روضة للأطفال فى مكان الخلوة المذكورة أعلاه ... لتكون خلوة وروضة ... بإمكانياتنا المتاحة والحمد لله .. . وقد شرعنا فى تأسيس جمعية للقرآن الكريم إلا أنه ينقصها الكثير ... . ليس هناك من يقوم بالتدريس ولاتوجد أى وسيلة حتى لجلوس الدارسات من النساء والأطفال ... ولا توجد أماكن مخصصة لصلاة النساء بالزاوية أو (المسجد) .. .!!!!!
أما فى الجانب الأكاديمى .. . فلا توجد أى مدرسة ....
ولكننا حاولنا وشرعنا فى تأسيس مرسة أساس وقد بدأت فعلاً مراحلها الأولى ... وقد انتهت مرحلة الأساس ... وتبقى الكثير ... ولا يقوتنا أن نشكر كل المساهمين فى هذا المشروع من أبناء القرية وعلى وجه الخصوص جمعية بلا حدود الخيرية ... . فقد زرعت فينا أملاً جعل الأهالى بالقرية يتفاؤلون دائماً بأن هناك من يساند فكرة إنشاء القرية ... وهما الكثير من أبناء المنطقة أيضاً كان لهم الدور الرائد ,,,,
لكم أن تتخيلوا مثل هذا البطل الذى استشهد من أجل إعلاء كلمة الحق ومن أجل طرد المستعمر ومن أجل الدين كانت معركة كتفية ومعركة التقر ... . وأن هذا البطل (ود حبوبة) .. قد شارك فى جميع معارك الثورة المهدية .. ما عدا معركة واحدة ... وأن الثورة المهدية بدأت فى هذه المنطقة وأن الإمام محمد أحمد المهدى تزوج نساءه من الحلاوين .. الأولى / النعمة بت الشيخ القرشى ود الزين – والثانية / السرة بت الشيخ / محمد البصير .. وأن الخليفة عبد الله التعايشى كان قد تزوج إبنة البطل ودحبوبة بقرية (أم تريبات) ..بالحلاوين ... . كل هذا التاريخ كان من أجل إعلاء كلمة الدين والحق فى سبيل الله ... .
لا تعلمون أن أبناء هذه القرية التاريخية ,, يذهبون مسافة ( 6 كيلومتر) يومياً .. حتى الأطفال .. تراهم يمشون هذه المسافات فى عز الصيف الشديد الحرارة .. وفى الخريف .. وفى الشتاء ... قد يتحمل الأولاد والشاب هذه الظروف ولكن كيف يكون ذلك لبنات القرية ,, فلا يرضى أى أب أن لا يكون مطمئناً على أطفاله أو بناته .. فى ظروف كهذه ,,,, !!!!
جل هذه الظروف .. منعت أبناء وبنات القرية من مواصلة تعليمهم ,, الأمر الذى انعكس على حياتهم فى القرية وأدى إلى عدم وجود خدمات تطور هذه القرية وعدم وجود مصادر دخل تعين على مواصلة الحياة بالشكل العلمى والتكنولوجى .... وبالتالى التوقف عن مواصلة التعليم .. .
ونتوقف نحن عن مواصلة هذا الموضوع .. .
وعذراً للإطالة ... نكتفى بهذا القدر ونواصل فى المرات القادمة ..