[b]هذه القصيدة من أعمال الشاعر والأديب والسياسي محمد أحمد محجوب وزير خارجية السودان ثم رئيس مجلس الوزراء 1956م, وقد قالها بعد زيارته لإسبانيا فرأى مُلكاً ضاع بعد حكم إسلامي دام 800 عام على إسبانيا فأنشد قصيدته ( الفردوس المفقود )
ألا رحم الله الأديب الكبير محمد أحمد محجوب ( أمروء قيس السودان ) فإن أشعاره تضاهي أشعار
شعراء الجاهلية ولكنه التواضع السوداني الذي يجعلنا دوماً خلف الكواليس ولا نسوق لانفسنا كما
تفعل كثير من الشعوب وصدقوني لو عاش الأديب الراحل الطيب صالح طيب الله ثراه داخل السودان
لما أصبح أديباً عالمياً لتواضعه الجم, ولكنه الإعلام الخارجي الذي سلط الضوء عليه ولم يسعى له.
***
قصيدة: الفردوس المفقود
نزلت شطك بعد البين ولهانا فذقت فيك من التبريح ألوانـا
وسرت فيك غريبا ضل سامره داراً وشوقاً وأحبابا وأخوانـا
فلا اللسان لسان العُرب نعرفه ولا الزمان كما كنا وما كانـا
ولا الخمائل تشجينا بلابله ولا النسيم سقاه الطـل يلقانــا
ولا المساجد يسعى في مآذنها مع العشيات صوت الله ريانـا
كم فارس فيك أوفى المجد شرعته وأورد الخيل وجداناً وشطآنا
وشاد للعرب أمجاداً مؤثلة دانت لسطوته الدنيا وما دانــا
وهلهل الشعر زفزافاً مقاطعه وفجر الروض أطيافاً وألحانــا
يسعى إلى الله في محرابه ورعاً وللجمال يمد الروح قربانــا
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا وغير دار هوىً أصغت لنجوانا
أكاد أسمع صوت واجفة من الرقيب تمني طيــب لقيانــا
الله أكبر هذا الحسن أعرفه ريان يضحك أعطافاً وأجفانــا
أثار فيا شجوناً كنت أكتمها عفاً وأذكر وادي النيل هيمانـا
فللعيون جمال سحره قدر وللقدود أباء يفضح البـــــانـا
فتلك دعد سواد الشعر كلله أختي لقيتك بعد الهجر أزمانــا
أختي لقيت لكن أين سامرنا في السالفات؟ فهذا البعد أشقانـا
أختي لقيت ولكن ليس تعرفني فقد تباعد بعد الهجر دعوانــا
طفنا بقرطبة الفيحاء نسألها عن الجدود وعن أثار مروانـــا
عن المساجد قد طالت منائرها تعانق السحب تسبيحاً وعرفانا
وعن ملاعب كانت للهوى قدساً وعن مسارح حسن كن بستانا
وعن حبيب يزين التاج مفرقه والعقد جال على .......... ظمآنا
أبو الوليد تغنى في مرابعها وأجج الشوق نيراناً وأشجانــــا
لم ينسه السجن أعطافاً مرنحة ولا حبيب بخمر الدل نشوانـــا
فما تغرب إلا عن ديارهم والقلب ظل بذلك الحب ولهانـــا
فكم تذكر أيام الهوى شرقاً وكم تذكر أعطافاً وأردانــــا
قد هاج منه هوى ولادة شجناً برحاً وشوقاً وتغريداً وتحنانــا
أبو الوليد أعني ضاع تالدنا وقد تناوح أحجاراً وجرانــــا
هذي فلسطين كادت والوغى دولٌ تكون أندلساً أخرى وأحزانا
كنا سراة تخيف الكون وحدتنا واليوم صرنا لأهل الشرك عبدانـا
نغدو على الذل أحزابا مفرقة ونحن كنا لحزب الله فرسانــــا
رماحنا في جبين الشمس مشرعة والأرض كانت لحزب الله ميدانا
أبا الوليد عقدنا العزم أن لنا في غمرة الثأر ميعاداً وبرهانــــا
الجرح وحّدنا والثأر جمّعنا للنصر فيه إرادات ووجدانـــــا
لهفي على القدس في البأساء دامية نفديك يا قدس أرواحاً وأبدانـا
سنجعل الأرض بركاناًً نفجره في وجه باغٍ يراه الله شيطانـــا
وينمحي العار في رأد الضُحى فنرى أن العروبة تبني مجدها الآنــا[font=Verdana][/fon[/b]t][font=Verdana][/font]