كان من الصالحين العباد اشتكت اليه زوجته الفقر الذى هو فيه وأنه لا دقيق تصنع منه خبزا .... قال لها : هل فى البيت مال ؟ قالت له : دينار واحد . قال : أعطنى اياه اشترى لكم به دقيقا.
فلما وصل به السوق وقبل أن يشترى الدقيق جاء سائل ظاهرة عليه المسكنة ...
فأعطى أبا مسلم السائل الدينار الذى معه ولم يبق فى جيبه شئ ولم يبقى فى يديه الا الكيس الذى خرج به من بيته ليشترى ويضع فيه الدقيق ...
فذهب الى صاحب خشب ونجارة فأخذ نشارة الخشب وملأ بها الكيس وحمله على ظهره وعاد الى بيته .
فلما عاد الى بيته وضعه بين يدى زوجته وتنحى فى غرفة أخرى ينتظر قدر الله واذا بالمرأة تأتى له بالخبز . فقال لها : من أين لك هذا الدقيق ؟ قالت سبحان الله ... من الكيس الذى أتيت به .. فسكت وأخذ يأكل وهو يبكى فلا اله الا الله ...
غالله جل وعلا قادر على كل شئ .... ولا ندعو بهذا الى أن يقعد الانسان فى بيته أو يتبع طرائق غير محمودة لكننا نقول : ان حسن الظن بالله جل وعلا من أعظم العبادات وأجل الطاعات وبه فاز من فاز من الأنبياء والمرسلين .