يقول: فى يوم من الايام عدت الى منزلى بعد يوم حافل بالتعب والارهاق فتحت الباب واذا بزوجتى تنتظرنى وعليها علامات الغضب والانفعال واخذت تبادرنى بالاسئلة لم اتمالك نفسى بادرتها نفس الانفعال والغضب كان الوقت متاخرا من الليل استمرت المناقشة والغضب الى قبيل الفجر واخيرا قررت ان تترك البيت وتذهب لبيت ابيها حاولت ان اثنيها عن عزمها فلم افلح ذهبت الى غرفتنا وقامت باعداد حقيبتها للخروج تركتها وخرجت من البيت لا ادرى الى اين اذهب؟ كنت فى شدة الانفعال والغضب .كان بجوار بيتى مسجد وكان اذان الفجر قد اوشك دخلت المسجد وتوضأت وصليت ركعتين ثم اذن الفجر صليت الفجر فى جماعة ثم مكثت فى المسجد وأخذت استغفر الله عز وجل وادعو الله كثيرا استمر هذا الحال قرابة ساعة ثم قمت منصرفا الى بيتى وفتحت الباب واذا بزوجتى تجلس تنتظرنى وعلى وجهها ابتسامة عريضة القيت السلام عليها وقلت لها معاتبا: اما زلت مصممة على الذهاب ؟ قالت: لا انا اسفة على ما صدر منى ...قلت فى نفسى الامر غريب ؟ ما الذى حدث؟ ثم سالتها عن سر هذا التحول الذى هى فيه؟ فقالت: والله لا ادرى .... فبعد خروجك أخذت أحزم حقائبى وفى داخلى ان لا اعود مرة اخرى الى هذا البيت وزمهرير الغضب يعصف بى هنا وهناك ولكن منذ ساعة هدأت نفسى وعرفت انى مخطأة وهدانى الله فاصبحت انتظر قدومك..... عندها اخذتنى الحيرة واثناء ذلك تذكرت انه الوقت نفسه الذى جلست استغفر الله فيه فقلت لها والفرح يتطاير من بين شفتي:انه نبى الرحمة فنظرت الى متعجبة وقبل ان تبادرنى بسؤال ذكرت لها حديث النبى صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه : ( يا ابن ادم انك ان سالتنى اعطيتك وان لم تسالنى اغضب عليك) فانا لم ابرح المسجد بالامس حتى تبين الفجر فكنت طيلة الليل الهج بالدعاء والاستغفار وعندما خرجت منه شعرت براحة لم اشعر بها من قبل وفى داخلى ان هناك امر سوف يحدث ولكن لم اعرف ما هو حتى وصلت البيت ورايتك فالخمد لله ان جمع بينا مرة اخرى فو الله لم اعلم كيف وصلنا الى هذه الدرجة فاعتذرت مرة اخرى عما بدر منها وما هى الا برهة من الزمن وعادت الحياة الى مجاريها وفى اطيب ما يكون ....